مصر صورة للسموات ويسكن الكون كله هنا في قدس معبدها

لكن الإله سوف يهجرها، ويعود الي السماء، ويرتحل من هذا البلد الذي كان مقرا للروحانية
ستصبح مصر مهجورة، موحشة، محرومة من وجود الإله، يحتلها الدخلاء الذين سيتنكرون لتقاليدنا المقدسة
إن هذا البلد الزاخر بالمعابد والأضرحة، سيضحي مليئا بالجثث والمآتم
والنيل المقدس سوف تخضبه الدماء، وستفيض مياهه محملة بالقيح
هل يحملك ذلك علي البكاء؟
بل سيتبع ذلك ماهو أنكي
بولاء عارم فتفضل بالإقامة في أرضها، البلاد التي علمت الروحانية لكل الكائنات الانسانية، وأحبت الإله يوما فهذه
العنف هذه البلاد ستتفوق علي الجميع في
وسيعرف المصريون بلغتهم فقط، أما سيتجاوز عدد الموتي الأحياء وعدد الذين اختفوا من علي وجه الأرض،
الآخري أعمالهم فلن تختلف عن أعمال الأجناس

!آه يامصر
لن يبقي من دينك شئ سوي لغو فارغ، ولن يلقي تصديقا حتي من أبنائك أنت نفسك
لن يبقي شيء يروي عن حكمتك الا علي شواهد القبور القديمة
سيتعب الناس من الحياة، ويكفون عن رؤية الكون آشيء جدير بالعجب المقدس
ولسوف تصبح الروحانية، التي هي أعظم بركات الله مهددة بالفناء، وعبئا ثقيلا يثيرا احتقار الغير
الأصيل، ولا كوسيلة للارادة يكون العالم جديرا بالحب كمعجزة من خلق آمون، ولا كشاهد عظيم علي فضله ولن
الربانية التي تذكي في مشاهدها الاجلال والحمد

ستضحي مصر أرملة
فكل صوت مقدس سيجبر علي الصمت
وتفضل الظلمة علي النور، ولن ترتفع عين الي السماء
سيدمغ الصالح بالبلاهة، وسيكرم الفاسق كأنه حكيم
وسينظر الي الأحمق كأنه شجاع، وسيعتبر الفاسد من أهل الخير
تصبح معرفة الروح الخالدة عرضة للسخرية والانكار، ولاتسمع ولاتصدق كلمات تبجيل وثناء تتجه الي السماء

لقد كنت الشاهد من خلال العقل الواعي علي ماخفي في السماء وبالتأمل وصلت الي معرفة الحقيقة،

وصببتها في هذه المتون أسرار الاله في رموز انذا هيرميس العظيم ثلاثا، أول انسان وصل الي جماع المعرفة، سجلت في هذه ها
الصخور، وأخفيتها لعالم المستقبل، الذي سوف يحاول الانسان خفية البحث عنها

تعطلت حواسي أثناء تهدج صوفي، لانصبا ولا تذمرا، بل انتباها وخلوصا واعيا
أطير مع أفكاري متحررا من جسدي
وبينما آنت محلقا، نادتني باسمي آينونة هائلة بلا حدود
هيرميس علام تبحث؟
سألت من أنت؟
قال أنا المرشد، أنا العقل السامي، أنا أفكار آمون الاله الواحد
معك أنا دائما في كل مكان
أعرف مكنون قلبك، صانع أنا لأسئلتك الواعية ومهييء أنا الاجابة عليها
قلت متوسلا أرني طبيعة الواقع، وبارآني بمعرفة آمون
فجأة تغير أمامي كل شيء وانفتح الواقع في لحظة لأري المشهد اللانهائي، وذاب آل شيء في النور متوحدا بحب
غامر

لكن النور ألقي ظلالا آئيبة رهيبة، تهدر كأنها فيض مياه صاخب، ثم سمعت صرخة ذبيحة، ثم نطق النور بكلمة
بعثت الهدوء في اللجة الصاخبة
سألني مرشدي
ألا تفهم سر هذه الرؤية؟
أنا النور، فكر الإله الأزلي الذي كان قبل هيولي ظلمة مياه الإمكان
آلمتي التي بعثت الهدوء في الصخب هي ابن الله، هي فكرة النظام الجميل الذي يتسق به كل شيء مع كل الأشياء

الفكر الأول هو أبوالكلمة ويوازي في خبرتك الانسانية فكرك الانساني الذي يلد الكلام
فلا يمكن فصلهما حيث ينبجس الواحد من الآخر، اذ أن الحياة هي اتحاد العقل والكلم
والآن، أعمل فكرك في النور، وتوحد معه

النور، تشكل عالما متنوعا بلا نهاية، إنه نظر الي آواحد الي واحد فرأيت الفكر وأنا أرتعد قوة لا حد لها في جوهر ثم
ولكنه منضبط بلا حدود
وتعاظمت دهشتي
ورأيت في ظلام الأعماق مياها صاخبة لا شكل لها، نفذت إليها نسمة ذكاء من قوة ربانية
وفاضت كلمة آمون علي المياه الصاخبة لتجعلها حبلي بجميع الأشكال
ووجدت العناصر الأربعة باتساق الكلمة، واتحدت لتكون جميع الأحياء
عنصر النار جلي كأبراج النجوم، وملائكة السموات السبع تدور في أفلاكها الي الأبد
ثم إن الكلمة رفعت من عناصر الطبيعة، لتعود الي فكر الخالق، تارآة المادة الحية مجردة من الذكاء
قال مرشدي
خلقت عناصر الطبيعة، انعكاسا للفكرة أدرآت لانهائية الفكر الأول التي كانت قبل البداية بمشيئة آمون، والتي لقد
الأولي في مياه الإمكانية
تلك هي النماذج السابقة الأولي أصول آل شيء في الكون
آلمة آمون فكرة خالقة، وقوة سامية لانهائية، تغذي وتخصب جميع الأشياء، وتخلق كل شيء
لقد أطلعتك علي آل الأمور فماذا تنتظر

اكتب الحكمة التي فهمتها بحروف مصرية وانقشها علي حجارة قدس الأقداس
واجعل نفسك مرشدا روحيا لأولئك الذين يستحقون المعرفة فينقذ، آمون علي يديك الانسان
مدين أنا بالحمد للأب الواحد، الذي أفاض علي نظرة علوية

وأدعوك آمون بخشية وتبجيل، متوسلا ألا أضل طريق تلك المعرفة التي أبدعتها، حتي أرسل النور لأولئك الذين مازالوا في ظلام وبدأت الحديث بالقوة التي منحتها فكان هناك من يضحك علي البعد من آلماتي، وآان ثمة من يسجد بين يدي
وطلبت منهم القيام حتي يتلقوا بذور الحكمة التي أود أن أغرسها في نفوسهم بتلك التعاليم
أنصتوا يامن خلقتم للفناء
وان توانيتم في الإصغاء ستتخطاآم آلماتي لتعود الي المنبع الذي منه أتتعميقة، تنبثق فقط آهبة تكريم، شتات فكرك، وانتبه بكامل وعيك، لمعرفة آينونة آمون، إذ أنها تتطلب بصيرة استجمع
الانسان علي المتابعة، تارآة المتعلم والمعلم وراءها آمياه تنحدر في شلال، تفوق سرعتها قدرة
إدراك آمون شاق وتحديده مستحيل،
فلايستطيع الناقص والفاني إدراك الكامل والخالد بيسر وسهولة
آمون هو الواحد الصمد غير متحرك ومع ذلك هو أصل
الحرآة ذاتها
لايشوبه نقص
هو الباقي دوما، هو الخالد ابدا
هو الواقع الحق آما انه المطلق الأآمل الأسمي
هو جماع الأفكار التي لاتدرآها الحواس، ولا تدرآه المعرفة مهما عظمت
آمون هو الفكر الأول، هو أعظم من أن يطلق عليه اسم آمون
هو الخفي المتجلي في آل شيء
تعرف آينونته بالفكر وحده، وتدرآه عيوننا في الآفاق
لاجسد له، ولكنه في آل شيء
وليس هناك ما ليس هو
لا اسم له لأن جميع الأسماء اسمه
هو الجوهر الكامن في آل شيء
فلنعرفه بكل الأسماء ولنعرف آل شيء باسم آمون
هو أصل ومنبع آل شيء
آل شيء له منبع سوي ذات آمون، التي نبعت من ذاته
آمون آامل، آمثل الواحد الذي يبقي واحدا لو ضرب في ذاته، أو قسم عليها، ومنه تأتي جميع الأرقام
آمون هو آل الكل، ويحيط بكل شيء هو الواحد الذي ليس آمثله شيء هو الكل، وليس هو الكثرة
الوحدانية تشتمل علي آل الوحدات، ولكنها ليست الأشياء الكثيرة آما تراها متفرقة
بعضها ببعض، يضمها تناسق الوجود حين تراها متعلقة بالواحد، ونابعة من الواحد، يمكنك ادراك وحدتها، يرتبط أما
آمون من اعلاه الي أسفله، وتخضع جميعها لارادة
الكون واحد، والشمس واحدة، والقمر واحد، والأرض واحدة، فهل يجوز الظن بتعدد الآلهة؟
هذا محال فالإله واحد
آمون وحده هو الباري لكل ماهو ثابت ولكل ما يتغير
إن آنت تظن أن هذا غير معقول ففكر في ذاتك أنت، إنك تري، وتسمع، وتتكلم، وتلمس، وتذوق، وتمشي، وتفكر،
وتتنفس، وليس آل هذا بغريب عنك
إن ذلك الذي يستمتع بكل تلك الملكات هو آائن واحد يحملها جميعا
إن أردت أن تعرف آيف خلق آمون آل شيء، ففكر في فلاح يبذر البذور، قمحا هنا، وشعيرا هناك، وشجرة عنب
الآن، وشجرة تفاح بعد ذلك
فكما يزرع الفلاح آل تلك المزروعات، فقد غرس آمون الخلود في السماء والتغير علي الأرض، حيث تنتشر الحياة
والحرآة
إنهما أعظم ظاهرتين في الكون تشيران الي آمون ومخلوقاته، آما تنبئان عن آل شيء في الوجود
لحياة، بل و يعمل في الطبيعة حسب آمون أبا لأنه خلق آل الأشياء، وليس إنسانا يجاهد لميلاد طفل استمرارا ليس
جديد، ويعمل علي دوام الخلق قانون الضرورة ليبدع الموت، والنشور من
للكشف عن حكمته اعلم أن ما تراه العين أشباح واوهام

أما الفكر فهو الحقيقة، وأفكار الجمال والجلال هما أسماها، وأن لم ترها عين
وطالما عجزت العين عن رؤية آينونة آمون فإنها لاتستطيع رؤية الأفكار العظمي التي يتصف بها آمون وحده
ليس ثمة نقص في آمون فليس هناك ما يتمناه
ليس ثمة ما يفقده آمون، فليس هناك مايمكن أن يصيبه بالحزن

آمون هو كل شيء
خالق هو لكل شيء
كل شيء جزء من آمون
آمون خالق ذاته بنفسه وتلك هي عظمة آمون
آينونته الحقة هي قدرته علي الخلق، ويستحيل أن يتوقف عن الخلق، ويستحيل أن يتوقف عن أن يكون
آمون في كل مكان، فالفكر لايمكن أن يحاصر بسياج، وكل ماهو موجود خاضع للفكر فليس هناك ما يماثله في السرعة
والقوة

انظر الي وجودك أنت، وتخيل نفسك في بلد غريب، وستكون هناك بفكرك آما تخيلت
فكر في المحيط، وهناك ستكون، لا لأنك سافرت، فأنت لم تتحرك آما تتحرك الأشياء
حلق في السماء بلا أجنحة فلن يعوقك وهج الشمس أو دوران النجوم
تقدم بفكرك الي حدود الكون إن اردت
هل يمكنك أن تشعر بالقوة التي تمتلكها؟
إن استطعت ذلك، فافعل هذا كله، ثم فكر من يكون باريك، وحاول أن تفهم أن آمون هو الفكر
أنظر كيف جمع آمون الكون، فكل شيء هو فكر آمون