كتاب الأرض ( الأكر)

أحد الكتب الدينية / الفكرية في كمت ( مصر القديمة)

نجد انه متكون من 72 مشهد تمثيلي / تصويري

تجسد رحلة رع / الشمس إلى عالم الدوات من الغروب للشروق

وظهر هذا الكتاب المدون على الجدران في الدولة الحديثة

حيث نجد أغلب مشاهده مدونة في مقابر

ملوك الرعامسة الاسرتين 19 و 20

ونرى في المشهد الحالي:

قرص الشمس بداخله نتر ( رب) في شكل انسان برأس كبش .

نتران ينحنيان تجاه القرص أحدهما ذكر والأخر أنثي.

ويخبرنا النص الهيروغليفي المصاحب عن مضمون المشهد قائلاً

هؤلاء ( الشخصين) في الشكل النتري.

عندما يتحدا مع رع. تتجسد روح رع من خلالهما

ويدخل رع عالم الدوات في هيئة كبش السماء العظيم

ويناحُ عليه

كلامه المقدس كنوره الموجود بداخله

يتنفسوا ( الشخصين / النترين) صوته

ويتبعونه

المشهد اذن بيعبر عن لحظة دخول رع لعالم الدوات بعد الغروب

تحليل ما نرى

1- انسان برأس كبش أحدى صور او تجسدات أو أشكال رع في المساء:

ويجب ان نتذكر أن رع اتحد مع إمن / أمون وكونوا ( أمونرع) وكان من ضمن اسماء أمون… كبش السماء العظيم.

2- وجود رع داخل القرص :

هي اشارة من أجدادنا لفكرة بداية الخلق من داخل البيضة الكونية التي انبثق منها رع أول مرة فهي تحتضنه حتى تحين لحظة انبثاقه منها مرة ثانية عند الشروق

أي كما تخبرنا دائماً استاذتنا صفاء محمد مؤسسة بيت الحياة

أن الأجداد اعتبروا الشروق والغروب رما هو إلا إعادة تمثيل خطوات النشأة الأولى

وقد وظف أجدادنا مصطلحات مصرية خالصة تعبر عن عن هذه فكرة وجود رع بداخل جسم قرص الشمس مثل

المصطلح الأول ( imi itn.f) وينطق ( إمي إتن. ف) ويعني ( الموجود بداخل قرصه)

المصطلح الثاني ( nb itn) وينطق ( نب إتن) ويعني ( سيد قرص الشمس)

وكذلك وضع رمز إمن/ أمون داخل دائرة تعبيراً عن تواجده داخل قرص الشمس ( مجازاً عن وجوده داخل البيضة الكونية)

3- الشخصان :

يعبر النص عنهما بانهما في هيئة نتر ( ربوبية) ويمدان يدهما ليتحدا مع رع

ويخبرنا النص أن رع يتجسد او يوجد في الطبيعة من خلالهما

وأعتقد من وجهة نظري

أنهما يعبران عن الطاقة التي تحتاجها البيضة الكونية لتساهم في عملية انبثاق رع من رحمها

لأن في مفهوم أجدادنا

أن الانسان هو صورة لاوزيز العائد من الموت

وهو صورة للشمس التي تموت عند الغروب وتحيا عند الشروق

فكما احتاج أوزير لطاقة ليعود للحياة عن طريق ايزة / أيزيس

يحتاج رع دفعة طاقة تتلاقاها البيضة الكونية ليشرق هو من حديد

ويحتاج الانسان روحه ( طاقة) ليبعث من جديد

ومن أجمل الأشياء رسم الأجداد هذان النتران احداهما ذكر والاخر أنثى

الكون يحتاج لكلتا الطاقتين المذكرة والمؤنثة ليحافظ على الحياة

كذلك الإنسان.

تم نشر هذا الموضوع في عام 2015 على صفحتي في الفيسبوك